كالنفط، ويمشي وهامته تحترق وروائح لحم رأسه تفوح، وهو لا يتغتّر في مشيته، ولا يظهر منه جزع، حتّى يأتي النّار فيثبت فيها فيصير رمادا.
فذكر بعض من حضر رجلا منهم يريد دخول النّار، انّه لما اشرف عليها أخذ الخنجر فوضعه على رأس فؤاده فشقّه بيده إلى عانته، ثمّ أدخل يده اليسرى فقبض على كبده، فجذب منها ما تهيأ له، وهو يتكلّم ثمّ قطع بالخنجر منها قطعة فدفعها إلى اخيه استهانة بالموت وصبرا على الألم، ثم زجّ بنفسه في النّار إلى لعنة الله. «١»
وزعم هذا الرجل الحاكي: أنّ في جبال هذه الناحية قوما من الهند سبيلهم سبيل الكنيفية «٢» والجليدية «٣» عندنا في طلب الباطل والجهل وبينهم وبين أهل الساحل عصبية، وانه لا يزال رجل من أهل الساحل يدخل الجبل فيستدعي من يصابره على التمثيل «٤» بنفسه، وكذلك أهل الجبل لأهل الساحل، وأنّ رجلا من أهل الجبال صار إلى أهل الساحل لمثل ذلك، فاجتمع إليه النّاس بين ناظر ومتعصب، فطالب أهل العصبية بأن يصنعوا مثل ما يصنع فإن عجزوا عنه اعترفوا بالغلبة، وانه جلس عند رأس منابت القنا وأمرهم باجتذاب قناة من تلك القنا وسبيله سبيل القصب في