للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ثم وجد بعد ذلك نوع من الغلو عند بني إسرائيل من يهود ونصارى كما سبق في قوله تعالى في سورتي النساء والمائدة: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} . . . . . . . . . [النساء: ١٧١ , المائدة: ٧٧] , كما وجد الغلو في التكفير عند كل من اليهود للنصارى والعكس قال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ} , حتى أدى بهم الأمر إلى استباحة دماء وأعراض كل منهما الآخر (١) فاليهود تُقرُّ مبدأ القتال لأنه مرتبط بوجودهم وبقائهم وأنهم أبناء الله وأحباؤه وما سواهم أميون يجوز أن يفعلوا بهم ما شاؤوا على مبدئهم الخبيث أنهم شعب الله المختار وكما قصَّ الله عنهم في قولهم: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: ٧٥] وخدم لهم مسخرون لأجلهم


(١) تفاصيل هذا في مقال علمي في مجلة الفيصل عدد ١٣٤ شعبان ١٤٠٨هـ تحت عنوان ((التطرف الديني عند بني إسرائيل)) لعبد الرحمن عبد المحسن عزز أقواله بنقول من العهدين القديم والحديث ص ٨٧-٩١ , وانظر بحث «الإلحاد وعلاقته باليهود والنصارى» د. محمد الشويعر في مجلة البحوث عدد ١٤عام ١٤٠٥هـ ص ٢٠٩.

<<  <   >  >>