حصل هذا بتتبع كتب القوم , واستقراء مصادر العقيدة مما يضيق المقام عن تعدادها ولشيخ الإسلام ابن تيمية قصب التميز والتنويه عن هذا.
ثم ظهرت غالية السبائية - نسبة إلى عبد الله بن سبأ الصنعاني اليهودي ابن السوداء أول من أوقد الزندقة في الإسلام - في ذات علي - رضي الله عنه - , فقد قال الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في مختصر سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - (١) .
((وفي أيامه - يعني عليا - خرجت المغالية وادعوا أن في علي الإلهية , قال الحافظ ابن حجر: ورد من طريق عبد الله بن شريك العامري عن أبيه قال: قيل علي: إنَّ هنا قوما على باب المسجد يزعمون أنَّك ربهم , فدعاهم عليّ وقال لهم:
ويلكم إنما أنا مثلكم آكل الطعام كما تأكلون وأشرب كما تشربون , إن أطعت الله أثابني وإن عصيته خشيت أن يعذبني فاتقوا الله وارجعوا! فأبوا! فلما كان الغد غَدَوا عليه , فجاءه قُنبر فقال: قد والله رجعوا يقولون ذلك الكلام. فسأل فأدخلهم. فقالوا كذلك , فلما كان اليوم الثالث قال: لئن قلتم ذلك لأقتلنكم بأخبث قتلة. فأبوا إلا ذلك.
(١) مختصر سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ص ٤٣٤ , وما نقله عن الحافظ فهو في «فتح الباري» ١٢ / ٢٨٢.