٢- الخوارج وقعوا فيما وقعوا فيه عن سفه ونقص في عقولهم وبصيرتهم وعلومهم (١) . فلم يكن قصدهم إفساد الدين والمسلمين - قطعا - كما هو الحال عند غلاة الرافضة. فعليه فأجلى مظاهر الغلو والتطرف , ومنشؤه عند المسلمين هو غلو السبئية نسبة إلى عبد الله بن سبأ الهمذاني اليهودي الصنعاني المكنى بابن السوداء - الذي أسلم في عهد عثمان وقاد الفتنة بين الصحابة وبين علي ومن معه , وكان ناشر مقولة الغلاة في تأليه عليّ - وقد نفاه عليّ إلى ساباط المدائن حيث لم يصرح أمامه بقوله بإلهيته.
إذن يمكن القول بأن أول نشأة الغلو والإرهاب الممنوع والتطرف في الإسلام بهذا الفكر , وتلك العقائد؛ إنما كان بسبب عبد الله بن سبأ اليهودي أبعده الله. كأثر بولس اليهودي في إفساد ملة النصارى؟!
(١) بدليل أنه لما حاجهم ابن عباس في دلائلهم وأتي بنظائر ما توهموه: في ثلاث مسائل: ١ مسألة تحكيم الرجال في آية النساء , ٢ وسبي أم المؤمنين , ٣ واستحلال مال ودم المسلمين , رجع منهم كثير اختلفوا في عدده ورفض الباقون مناظرة ابن عباس لأنه من قريش ولأنهم بزعمهم كما قال تعالى: (بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) (الزخرف: ٥٨) .