[الرسالة الثلاثون: [الحاجة إلى العلم في حال الفتن]]
وله أيضا -رحمه الله- رسالة إلى من تقدم ذكرهم من إخوان وهذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد اللطيف بن عبد الرحمن إلى الإخوان المكرمين محمد بن علي وإبراهيم بن مرشد وإبراهيم بن راشد وعثمان بن مرشد -سلمهم الله تعالى، وعافاهم، وأصلح بالهم، وتولاهم-. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد: فنحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو على نعمه، وعلى أقداره وحكمه، والخط وصل -وصلكم الله إلى ما يرضيه- وما ذكرتم صار معلوما، والله المسؤول أن يمن علينا وعليكم عند الوحشة بذكره والأنس بمجالسته، وعند ذهاب الإخوان بروح منه وسلطان. والذي أوصيكم به تقوى الله ومعرفة تفاصيل ذلك على القلوب والجوارح، ومعرفة الأحكام الشرعية الدينية عند تغير الزمان، وكثرة الفتن وظهور الهرج، وقد ورد أن الله يحب البصر الناقد عند ورود الفتن والشبهات، والعقل الراجح عند منازعة الشهوات. وذكر أبو داود وغيره من أهل السنن ما ينبغي مراجعته واستحضاره عند ذكر الفتن والملاحم، وذكر ابن رجب في رسالته "كشف الكربة في فضل الغربة" ما يسلي المؤمن ويعزيه. وذكر ابن القيم -رحمه الله- في المَدَارج جملة صالحة، وفي الأثر:" العبادة في الهَرْج كهجرة إليَّ " ١، وفي حديث الغرباء: " للعامل منهم أجر خمسين من أصحاب
١ مسلم: الفتن وأشراط الساعة (٢٩٤٨) , والترمذي: الفتن (٢٢٠١) , وابن ماجه: الفتن (٣٩٨٥) , وأحمد (٥/٢٥ ,٥/٢٧) .