للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مغاليقها تمامًا، نظرًا لعدم وجود نقوش مزدوجة اللغة بدرجة كافية، ومهما أمكن للعلماء الذين يعيدون تركيب اللغة داخلها أن يقولوا فإن حروفها الهجائية تعين -إلى حد ما- في معرفة ما تعنيه كلماتها.

وحينما نأتي إلى وثائق متأخرة مثل النقوش الرومانية، ووثائق اللاتينية المبتذلة، المعروفة التاريخ، والمكتوبة على الرقائق تأخذ المشكلة شكلا آخر.

وهنا من السهل بدرجة كافية في العادة أن تفك الرمز الهجائي وأن تحدد المعنى، أما المشكلة الرئيسية فهي إلى أي مدى تعكس النقوش أو الوثائق اللغة المتكلمة لتلك الفترة، هل ذلك القدر الكبير من الشواهد النقشية والوثائقية يعطينا صورة صادقة عن تطور اللاتينية تجاه اللغات الرومانية ويبين مراحل تحويلها إليها؟ وهنا فإن حجية الوثائق يجب أن تفحص على ضوء ما نعرفه من نقطة للبداية ونقطة للنهاية بالنسبة لكل كلمة أو صيغة، وعلى ضوء معلوماتنا المتفرقة عن الفترة المتوسطة بينهما.

إن واحدًا من الأعمال الرائعة لعلم اللغة -وبخاصة فيما يتعلق بالجانب التاريخي- يكمن في مشابهته لعمل الشرطة السرية المتمثل في التقاط المفاتيح واستعمالها، وربط الجزئيات بعضها ببعض، وفي علم اللغة قد يظل السر غير مكتشف تمامًا، كما يحدث في تحقيقات الجرائم، ولكن هناك قواعد لاستخدام الشواهد، وهناك مناهج تتعلق بكيفية استعمال المفاتيح كما سيتضح فيما بعد.

<<  <   >  >>