وهنا لدينا نظام منهجي يهدف إلى أن يدلنا عند أي فترة تاريخية تباعدت لغتان قريبتان، وذلك عن طريق أخذ عينات مختلفة من مفرداتها كما تظهر الآن وعمل تخطيط يبين مقدار الكلمات التي ما تزال مشتركة بينهما، مع تطابق المعنى أو اختلافه، والكلمات المختلفة وبعد هذا -مع الاستعانة بعمليات إحصائية حسابية معقدة نوعًا- يمكن الوصول إلى تحديد الطول الزمني الذي استغرقته هذه اللغات حتى وقع بينها الاختلاف.
ولكن مشكلة هذا المنهج أنه ذاتي إلى حد كبير وغير دقيق، ومنذ البداية واجهنا السؤال الحائر: ماذا يمكن أن تمثل كمية معقولة من العينات الكلامية؟ ومن سيكون الحكم في اختيار أنواع معينة من الكلام واستبعاد أنواع أخرى؟ وشيء ثان هو: أي أساس نملكه حتى نزعم أن الاختلافات الحادثة فعلا تتفق في وقتها مع الزمن الذي نقدره؟ اللهم إلا إذا أمكننا أن نأخذ نفس المفردات،