إن القرون -كبدايات أو نهايات زمنية- لا تتطابق دائما مع نقط التحول في التاريخ, ومن الناحية العملية، وفي كل الاتجاهات سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية، فإن القرن التاسع عشر يمتد إلى ما بعد عام ١٩٠٠ حتى نشوب الحرب العالمية الأولى التي غيرت وجه التاريخ، ولم يصبح العالم بعدها كما كان قبلها, وقد استمر علم اللغة التاريخي بالطبع بعد نشر كتاب دي سوسير وما يزال مستمرا حتى الآن، ولكن تلاه في الوجود، وتبعه في كل خطوة يخطوها شريكه الناشئ ذو السمعة المدوية، وهو علم اللغة الوصفي، ومنذ تلك اللحظة أخذ ميزان القوى يختل متحولا من البحث المقارن في تاريخ -وكذلك ما قبل تاريخ- اللغات الهندية الأوربية أولا, ومن أجل هذا كانت بغض النظر عن كونها منتمية إلى المجموعة الهندية الأوربية أولا، ومن أجل هذا كانت بعض اللغات المدروسة مجهولة، وإن كانت تصور سلسلة العمليات المتعاقبة الموجودة في كل اللغات.