يحاول اللغوي "إعادة البناء الداخلي" للغة عن طريق الدراسة المقارنة حينما يجد إلى ذلك سبيل، ولكنه في حالات أخرى يقوم، بمحاولته دون ما مقارنة، ففي دراسة اللغة الإترورية -على سبيل المثال- أمكن اللغوي من غير الإفادة من ازدواجية اللغة -كما في حجر رشيد- أو دون الاستعانة بلغة أخرى مشابهة أمكنه الاهتداء، بدرجة ما من اليقين، إلى حقائق لغوية عن اللغة الإترورية نفسها وكيفية استعمالها للكلمات، وما يستخدم من هذه الكلمات كأسماء، وما يستخدم كأفعال أو صفات، وحتى أمكنه الوصول إلى نتائج تتعلق بالنظام الإعرابي، والنهايات التصريفية، وأواخر الأفعال، ولكن هذه المحاولات لا تكفي لإلقاء الضوء على اللغة، كما يحدث لو كانت معاني الكلمات معروفة أيضًا، وإن كانت تمثل بداية على الأقل.
وفي بعض الأحيان تستخدم إعادة البناء الداخلي، والتاريخ الداخلي للغة بطريقة بارعة للكشف حتى عن بعض النقاط الغامضة في بعض اللغات المعروفة لنا جيدًا، إن كمية الصوت "e" اللاتيني في Lectus وفي téctus لا تدل عليها الطريقة الكتابية للهجاء الروماني التي نادرًا ما تبين طول العلة، كما لا تدل عليها طريقة تقطيع الشعر اللاتيني التي عادة ما تحل مشاكلنا حول هذه النقطة إن التقطيع الشعري اللاتيني يتبع الكمية، ولكنها كمية المقطع لا العلة هي التي تؤثر "يكون المقطع طويلا إذا احتوى على علة طويلة، ولكنه يكون طويلا كذلك إذا احتوى على علة قصيرة متبوعة بساكن أو أكثر في نفس المقطع". وإن التطور الرومانسي -على كل حال- يبين أن lit الفرنسية و letto الإيطالية تشتمل على "e" المفتوحة، وهذا الناتج يتحصل عليه عادة إذا كانت على "e" قصيرة في اللاتينية، ولكن toit الفرنسية و totto الإيطالية تشتمل على "e" المغلقة، وهذا الناتج يتحصل عليه عادة إذا كانت "e" طويلة في اللاتينية، فنحن إذن قادرون بكل ثقة أن ندعي أن lectus اللاتينية تحتوي