إن علم اللغة -الذي هو الدراسة العلمية للغة واللغات- قد أصبح علمًا رائجا ليس فقط في الكليات والجامعات، وإنما كذلك في الدوائر الحكومية، بل وحتى بين المتعلمين العاديين.
وهناك شعور -قد يكون خاطئا أو مبالغا فيه- بأننا الآن في عالمنا الممتد، المتفتح الذهن، لم يعد يكفينا الإلمام ببعض اللغات إلمامًا منفصلا، وبخاصة في بعض الحرف والوظائف، إن ما هو مطلوب الآن لم يعد أقل من معرفة واسع متناسقة بحركة سير اللغات وفاعليتها، وكيفية أدائها لوظائفها، وماذا يجب أن يفعل أو لا يفعل لأي لغة لإرساء دعائمها كوسيلة اتصال، والذي يمدك بهذه المعلومات هو عالم اللغة الوصفي.
كذلك مما يهم المرء أن يعرفه العلاقات بين اللغات المختلفة، وكيفية تجمع اللغات في عائلات وفروع، وتاريخ تطورها، ومرورها، بمراحل في الماضي حتى وصلت إلى حالتها الحاضرة، وهنا يأتي علم اللغة التاريخي ليشبع هذه الرغبة، ويقدم للمرء ما يريد.
وهناك -أخيرا- تساؤلات كثيرة حول مراكز لغات العالم اليوم كم لغة تبلغ هذه اللغات؟ أي نوع من البشر يتكلم كل لغة منها؟ أين يتكلم كل