يعد "ماريوباي" من أعلام اللغويين المعاصرين، كما أنه يعد من أشهر من نادوا بتبسيط علم اللغة، والبعد به عن التعقيدات، ونظريات الرياضة إلى تضره أكثر مما تنفعه، ولم يكتف ماريوباي بالدعوة إلى هذه الفكرة والترويج لها، بل طبقها في كثير من كتبه حتى صارت طابعًا مميزا له، وأصبح اسم ماريوباي يعني البساطة والوضوح، وإن لم يكن ذلك على حساب الدقة أو العمق المطلوبين، وبذلك جذب ماريوباي إلى ميدان علم اللغة فئات من القراء كانت بعيدة عنه، ووفق في تقريب هذه المادة إلى المتخصصين وغير المتخصصين على السواء.
والمؤلف في مقدمة كتابه هذا يقول:"وغايتي من هذا العمل المختصر -إلى حد ما -أن أقدم الحقائق الأساسية لعلم اللغة في لغة يمكن أن يفهمها كل الناس"، كما أنه يحمل في أماكن متعددة من كتابه على أولئك الذين عقّدوا من أبحاث علم اللغة وطبقوا عليها مناهج لا تصلح لها، مما كان مثار شكوى وضجر من الدارسين والمتخصصين، يقول: "إن علماء اللغة الوصفيين يجب أن يدركوا أن التعقيدات غير الضرورية التي يخضعون لها علمهم لا تساعد على انتشار منهجهم أو جعله مرغوبا فيه، وكثيرا ما سمعنا شكاوي من دارسي علم اللغة أنهم لا يفهمون أي شيء منه. ولا يمكن نسبة كل هذه