إن التنبؤات البعيدة المدى تكون دائما محفوفة بالمخاطر، لأن الأحداث كثيرا ما تنحرف بوقائع التاريخ إلى قنوات جديدة وغير متوقعة، وعلم اللغة ليس استثناء من هذه القاعدة, وإن أمثال التنبؤات التي قدمت هنا قد عرضت مع إيماننا بأن العوامل غير المنظورة دائما ما تتسلط على أحداث المستقبل.
وعلى ضوء الاتجاهات المعاصرة يبدو ممكنا أن نتنبأ بمستقبل زاهر لدراسة اللغات في الولايات المتحدة، إحدى البلاد القليلة التي كانت هذه الدراسة بها حتى وقت غير طويل نوعا من المخاطرة, وما دامت اللغة تشكل موضوع علم اللغة، فإن هذا يعنى أيضا تقدما ملحوظا في دراسة اللغات، كما هو الحال دائما في الأقطار الأخرى التي لم تعرف علم اللغة كعلم مستقل.
وفي الوقت الحاضر ما يزال علم اللغة الوصفي في أول الطريق, وحينما