للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شيء مماثل كان يجب التوصل إليه بالنسبة للفرع الياباني الكوري، ولكن النتائج حتى الآن تافهة، أما اللغات الأورالية والألطائية فتعد مسجلاتها اللغوية متأخرة، نوعًا، كما هو بالنسبة للغات القوقازية ولغات إندونيسيا والفليبين ومدغشقر وساموا ونيوزلاندة وهاواي، أما بالنسبة للعائلة الدرافيدية الموجودة في جنوبي الهند فما تزال الشواهد غامضة وفي حال اللغات الهندية الأمريكية يعتبر الوصول إلى مادة مكتوبة مسجلة أمرا لا أمل فيه، وكذلك الحال بالنسبة لزنوج إفريقية ولغات المواطنين الأستراليين الأصليين واللغات البابوانية، وإلى جانب هذه الندرة في المادة المسجلة يجب أن نضيف عاملا آخر وهو نقص الإحساس بالأهمية الذي ظل مسيطرًا حتى الآن على دراسة تلك اللغات التي قامت بدور صغير أو لم تقم بأي دور في الحضارة الأوربية التي كان -وما يزال- يعتقد، سواء كان ذلك حقًا أو باطلا، أنها الحضارة العليا.

وعلى الرغم من أسبقية علم اللغة التاريخي في ميدان البحث اللغوي, ومن التقدم المطرد الذي أمكن تحقيقه خلال القرنين الماضيين فما زالت هناك جهود ضخمة يمكن بذلها حتى بالنسبة لتلك اللغات التي لاقت اهتمامًا كبيرًا. فإن هناك اكتشافات جديدة لكتابات مسجلة ما تزال يتوصل إليها، ويجب كلما اكتشفت شيء من ذلك أن يعاد النظر في النتائج المقارنة السابقة، التي كان بعضها فرضيا، ويدخل عليها من التعديلات ما هو ضروري بعد الاستفادة من تلك الشواهد الجديدة، وحينما يكون الحصول على مادة مكتوبة -بالنسبة للغات القديمة- غير متيسر يتجه البحث المقارن إلى اللغات الحية، ويأخذ قيمة كبيرة وهنا نجد المنهجين التاريخي والوصفي يدخلان في شكل انسجامي تعاوني مثمر.

<<  <   >  >>