ونعقد مقارنات بينها على طول التاريخ الطويل للغتين وإن معاني الكلمات تتغير دائما، بشكل ملحوظ، فإذا حدث وظلت الكلمة حية في اللغتين فأي درجة من التغير الدلالي سوف نقبلها، باعتبارها تشكل اختلافًا كافيًا يسمح لنا أن نقول إن الكلمتين لم تعودا بعد متقاربتين، ويجب أن توضعها في عمود السوالب لا في عمود الموجبات، أضف إلى ذلك أن جامعي الإحصاءات المعجمية عادة ما يكشفون عن جهل مؤسف باللغات التي يعالجونها، وبتطورها التاريخي، وحتى بمركزها الحاضر.
ولم تؤخذ في الاعتبار -من الناحيتين المادية والمنهجية- مرحلة الحضارة التي أمكن اجتيازها وقت انفصال اللغتين، وأنه من الشائع على الألسن -على سبيل المثال- أن يوجد اتفاق بعيد المدى في معاني الكلمات بين اللغات الرومانسية أكثر منه بين اللغات الجرمانية، وقائل هذا يعلله بأنه يعود إلى أن اللغات الرمانسية تلتقي في تمثيلها لقدر مشترك من الحضارة الرومانية، بينما الجرمانية قد انفصلت لغاتها، في وقت كانت ما تزال فيه في درجة متأخرة، ونتيجة لهذا فإن كلمة pedicure أو بعض الصيغ الأخرى المماثلة ستكون مشتركة بين اللغات الرومانسية كلها، بينما كلمة Fusspflege الألمانية لا تحمل معنى عند المتكلم الإنجليزي، على الرغم من أنه يملك في لغته المقابل الاشتقاقي للعناصر الألمانية وهي foot و ply.
وهناك مجال لإعطاء هذه الدراسة طابعًا علميًا، ولكن هذا قد يستدعي دراسة مقارنة تفصيلية لكل الملامح الموجودة في لغتين أو أكثر، سواء كانت صوتية أو صرفية أو نحوية أو معجمية، فإذا طبق هذا المنهج الدقيق فإننا سنجد أمامنا -كمعاملات عددية numerical coefficients- درجات الاختلاف التي أدت إلى انشعاب لغة من أخرى، وبذلك نكون قادرين على أن نحكم -مثلا- بأن اختلاف اللغة السردينية عن اللاتينية القديمة أقل بكثير من اختلاف اللغة الرومانية عنها، إننا قد نعرف بالضبط -باستخدام الطريقة