يتكلمون اللغة الإنجليزية بطلاقة" أم لغة ثقافة؟ "مثل الفرنسي أو الألماني أو السويدي الذي اكتسب الإنجليزية في حياته الدراسية، أو في رحلاته وأصبح متمكنا منها، وإن لم يكن من الضروري أن يكون مستواه معادلا لمستوى المتكلم بلغته الأم".
وبينما يعد من الأمور السهلة نسبيًا أن نصف المناطق التي تظهر فيها لغة ما أو تذكر عدد المواطنين الذين يتكلمون اللغة بوصفها لغتهم الأصلية، تأتي الصعوبات والمشكلات حيث نريد أن نحصي عدد السكان الذين تعتبر اللغة بالنسبة لهم لغة استعمارية أو ثقافية، وهنا يطلق الإحصاء جهودًا مضنية وعملا متواصلا ولا تنتهي متاعب اللغوي بفحص مادته في هذا السبيل، والوصول إلى نتائج معينة، فإن نتائجه تحتاج إلى تعديل متواصل، ولهذا يقترح دائما إعادة النظر في مثل هذه النتائج مرة كل عشر سنوات، مع كل إعادة لتعداد السكان.
أما الطريقة الأخرى للبحث، والتي تعد نوعا من المراجعة والضبط للطريقة التي تحدثنا عنها آنفا، فهي طريقة تتناول قطر إثر قطر، والمشكلة هنا هي محاولة معرفة اللغات التي تتكلم في كل قطر، ومراكز المتكلمين بها، وعدد المواطنين الذين يتكلمونها، والصورة التي يتكلمونها عليها، والظروف المحيطة بها، ولتأخذ على سبيل المثال قطرا مثل إسبانيا، فأول ما نبدأ به هو الإحصاء الشامل لعدد سكانها وبعد ذلك نحصي عدد المتكلمين بكل لغة على حدة مثل الإسبانية، والـcatalan والـBasque، والـGalician، والتي سيزيد عدد المتكلمين بها جميعا -نتيجة لعامل الثنائية اللغوية- عن عدد السكان، أخيرا يتناول الإحصاء تعداد السكان الإسبان الذين اكتسبوا مستوى مفعولا من لغات أخرى مثل الفرنسية والإنجليزية والألمانية.
وإن الجمع بين الطريقتين سوف يؤدي إلى نتائج ومعلومات علمية مؤكدة بقدر الإمكان، ولكنها عرضة للتغيير نتيجة لتغيير الملامح السكانية، ويمكن