للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المكتوبة، وإلى أي مدى يمكن تعليم لغة ثانية أو ثالثة لجزء كبير من السكان. وهي أيضا مفتاح لمعرفة القوة الإنتاجية للأمة سواء من الناحية المادية أو العقلية وفي العالم الحديث اليوم من النادر -إن لم يكن من المستحيل- أن نجد شعبا تشيع فيه الأمية يحقق درجة من الإنتاجية، أو مستوى عاليا من الحياة.

وإن الحملات التي توجهها الدول الآن لمحو الأمية يجب أن تقترن بما يمكن أن يسمى بالتقارير المنقحة التي تنشر دوريا، وتؤسس على إحصاءات دقيقة.

وهناك دليل هام بين درجة التعليم القومي، والإنتاج الثقافي يتمثل فيما تخرجه المطبعة من صحف ومجلات وكتب وغيرها من المواد المطبوعة، وإن إحصاء لمثل هذه الوسائط اللغوية المكتوبة لكل قطر على حدة ربما يسمح بإضافات ملحوظة إلى فهمنا للصورة اللغوية الجغرافية. وما دام الراديو والتليفزيون والأفلام الناطقة تقوم بدور هام في الاتصال بعد أن شاع استعمالها لدرجة جعلتها تطغى على الوسائل اللغوية المكتوبة١, فإن المعلومات عن محطات الراديو والتليفزيون، وعن أجهزة الراديو والتليفزيون بالنسبة لتعداد السكان، ونسبة المترددين على الأفلام الناطقة, كل هذا يكمل الصورة لدى عالم اللغة الجغرافية.

وإذا كانت أرقام إحصائية كهذه قد تساعد -بالإضافة إلى هذا- على الكشف عن تأخر المستوى اللغوي الذي تقدم فيه هذه النشاطات الموجودة في كل منطقة، فإن هذا -في ذاته- يعد فائدة وميزة أخرى.


١ إن الزائر للمدن الصينية غالبا ما يعجب لدوي أصوات الراديو في كل الأماكن العامة، وهو ربما يعزو ذلك إلى الرغبة في إذاعة الدعاية السياسية. وعلى الرغم من أن هذا قد يكون -جزئيا- صحيحا فإن هناك عاملا آخر هو انتشار الأمية، وقلة الاستعداد لقراءة الرموز المكتوبة التي تجعل النشرات الإذاعية شيئا ضروريا.

<<  <   >  >>