وضعه Paninl للنحو السنسكريتي "٣٠٠ ق م، ولكنه يحوي إشارات إلى أعمال سابقة" ليعد غاية في الدقة والإيجاز، ولكننا لا ندري ما إذا كان هذا العمل في مجموعه يعد وصفيا descriptive، أو معياريا Prescriptive.
وتعد المناقشات التي أثارها الفلاسفة الإغريق ذات أهمية خاصة، لأنها مهدت الطريق لمناقشات أخرى تالية, هل اللغة شيء فوق الطبيعة تلقاها الإنسان من ربه؟ هل هناك علاقة فطرية بين الدال والمدلول؟ هل اللغة تتوقف على العرف والاتفاق بين المتكلمين على أنهم سوف يستعملون رمزا لغويا معينا في مقابل قيمة دلالية معينة شائعة ومتماثلة -قليلا أو كثيرا- بين أطراف التفاهم؟ من وجهة نظر القرن العشرين، واستنادا إلى ما ساقه دي سوسير من تفسيرات واضحة لا نتردد الآن في أن نعطي رأينا، ولكن في عهد أفلاطون وكراتيلس كان ما يزال هناك قدر من الشك والنقاش.
والذي يبدو أن النحاة اليونانيين قد شقوا في النهاية طريقهم مستقلين عن الهنود، وتوصلوا إلى وضع نظام نحوي يناسب لغتهم وغيرها من اللغات الشبيهة بها في التركيب، اللغات التي لها أنواع نحوية متميزة تعبر عن الجنس والعدد والحالة والشخص والزمن والصيغة الفعلية، وتعد تراكيبها جزءا لا يتجزأ منها، ويمكن التعرف عليها بملاحظة الصيغ، أو بملاحظة المعاني والوظائف، اللغات التي تقع كلماتها في مواقع متميزة بحيث يمكن ببساطة أن توصف بأنها اسم أو صفة أو فعل ... إلخ، وليس عن طريق الإشارة إلى سلوك الكلمات في الجملة فقط، ولكن أيضا عن طريق الإشارة إلى طرق تركيبها، وطرق تشكيل نهاياتها، وتغييراتها الداخلية التي يختص كل منها بنوع معين من أنواع الكلام.
وقد كان هذا هو بداية النحو العالمي الذي استمر مسيطرا على الحقل اللغوي حتى القرن الثامن عشر وما بعده.
وهناك عدة أشياء يجب لفت النظر إليها خاصة بالقواعد النحوية التي وضعها الإغريق. منها أن الوصف الدقيق الذي انتبهوا إليه لم يتم بين يوم وليلة، وإنما