للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على الأشياء المؤثرة في الحياة، وترى أن ما يقع في هذا العالم إنما يقع بمحض الصدفة.

وقد حمل هذا الاتجاه -الذي امتد حتى نهاية القرن الثامن عشر- ثمارا كثيرة، وإن لم تكن جميعها ذات قيمة كبيرة، وبمجيء عام ١٨٠٠ كانت كثير من الأسس اللغوية قد وضعت، وإن ظل هناك عيب واضح في البحث، وهو عدم التزامه منهجا سليما مستقرا يعطي ضمانات علمية دقيقة, وقد تم عمليا وصف كل اللغات المعروفة تقريبا بطريقة أو بأخرى. وإن أكره بعضها ليخضع للقالب الهندي الأوربي, وتم تقدم كبير في موضوع تصنيف اللغات، وإن وجدت بعض الآراء الخاطئة التي كانت تحتاج إلى تقويم، وبعض الاتجاهات غير العلمية التي أقيمت على التخمين والافتراض، أو على الجهد الفردي الذي يطرق بدون خبرة مجال اللغة, وقد جمعت في تلك الفترة شواهد كتابية كثيرة يمكن، أن تخدم الدراسة التاريخية اللغوية، وتساعد في رصد أطوار اللغات، وبعض النظريات الحديثة، مثل الصواب والخطأ في اللغة، ومثل الانقسامات اللهجية، ومثل المستوى الأدبي للغة قد طرحت على بساط البحث والمناقشة, وفوق كل هذا فقد ارتفع الوعي اللغوي، ووجدت اهتمامات لغوية كثيرة, وكل ما بقي في حاجة إلى معالجة هو اختفاء المنهج العلمي المستقر.

<<  <   >  >>