للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعلم اللغة، ولكن إذا سمح اللغوي لدراسته أن تعكس آراء نظرية قد يمكن أو لا يمكن تبريرها في واقع اللغة العام، وفي معناها الواسع، وفي فلسفة بنائها ولم تكن تقبل التطبيق إلا جزئيا على مواقف معينة، أو نوع من المادة اللغوية في متناول اليد فإن ذلك يسبب اضطرابا ومتاعب جمة.

وهناك نقد حقيقي يوجه إلى الدراسة الوصفية للغة، وهو خاص بكثرة مصطلحاتها وتعددها بشكل ملحوظ, وهناك تفسير لهذا ولكنه لا يعد تبريرا يتمثل في محاولة علماء اللغة الشبان المتحمسين أن يسدوا حاجات هذا العلم الوليد على وجه السرعة, ومجاراة كل هذه المصطلحات الجديدة التي يستعملها علماء اللغة الوصفيون، والتي قد تصل إلى بضع مصطلحات للظاهرة الواحدة تحتم السعي لوضع -ليس فقط قائمة بالمصطلحات أو معجما لغويا- ولكن دائرة معارف كاملة. وقد بذلت محاولات سابقة لتأليف معاجم لمصطلحات علم اللغة مثل معجم Marouzeau، أو المعجم الذي وضعه مؤلف هذا الكاتب ولكن هذه المعاجم أصبحت بسرعة فائقة متخلفة في أقل من عشر سنوات وليس هذا بسبب تغيير في الفرع التاريخي أو الجغرافي، ولكن بسبب تغيير في الفرع الوصفي وحده, وهناك محاولة أخرى تمت أخيرا، ليس بقصد تعريف المصطلحات، ولكن ببساطة بقصد اقتباسها في سياقها الذي استعملها فيه الكاتب الذي وضعها, ولكن حتى هذه المحاولة ما تزال في حاجة إلى متابعة دائمة حتى اللحظة الحاضرة، بالإضافة إلى أنه يعيبها عدم غنائها من الناحية التعريفية, وهناك نداء ملح يستصرخ علماء اللغة الوصفيين أن يتفقوا على مصطلحات لعلمهم تتسم بالثبات والعمومية، لكي يصبح تناول المادة أمرا سهلا، وبخاصة للدارسين المبتدئين, ومما هو جدير بالذكر أن مؤلف هذا الكتاب قد لاحظ وجود خلاف في المصطلحات يصل إلى حد ٧٥% بين عملين مكتوبين على يدي عالمين لغويين وصفيين مشهورين، كثيرا ما كانا يتقابلان وجها لوجه وعلى الرغم من تناولهما نفس الظواهر والعمليات اللغوية.

<<  <   >  >>