للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بدلا من leave أو العكس فهو ولا شك سيخلق موقفًا يوقع السامع في لبس.

وباستثناء الحالات التي سبقت الإشارة إليها عن التحييد، فإن كل فونيم يظل عادة بمنأى عن منطقة الآخر، وإذا لم يتبع ذلك فإن النتيجة الحتمية أعداد لا نهاية لها من الخلط وغموض المعنى، مما يؤدي إلى فشل اللغة في هدفها الأساسي وغايتها الأولية وهي التفاهم والاتصال.

ومن الناحية التاريخية يوجد -على أي حال- عديد من الحالات التي تم فيها اندماج صوتين، مما أدى إلى إعادة التوزيع الفونيمي، وحتى من الناحية الوصفية، وبالنظر إلى فترة زمنية واحدة يتم هذا، ففي أمريكا يميل بعض المتكلمين إلى نطق الـt والـd الواقعين بين علتين في wetting و wedding بين بين، فيلتقيان في نقطة يصعب على السامع من الاضطراب، ويساعد على توصيل الرسالة بصورة صحيحة ليمكن ترجمتها على الرغم من صورتها الصوتية المبهمة، والانحراف العارض على نطقها، ومثل هذا يحدث كثيرًا خلال المكالمات التليفونية لأن ما يحدث في الغالب هو وصول٥٠% فقط من المحتوى الصوتي، ولكن يحدث تعويض عن طريق معرفة السامع بالمحتوى الدلالي، وعن طريق استنتاجه شبه الطبيعي المؤسس على خبراته وعاداته السابقة، ويلاحظ في مثل هذه الحالة أنه إذا ورد ذكر كلمة غير مشهورة كاسم أسرة مثلا، فإن الحديث يتوقف طلبا لنطق الاسم بوضوح أو تهجيه.

وإن السامع -على ضوء معرفته العامة بالسياق، وسابق خبرته بموضوع الحديث- لا يحتاج لاستمرار المحادثة إلى تمييز كل الأصوات المعروضة المقدمة فيها الرسالة، وإنما ربما يحتاج فقط إلى نصفها، وقد وضع خبراء الاتصال مصطلحًا هو الحشو redundancy ليطلق على حالة الاتصال حينما تظهر وحدات فونيمية في الرسالة أكثر من القدر الفعلي المحتاج إليه للفهم. ومحصل قوة هذا العامل تقل بدرجة ملحوظة إذا كان السامع حديث عهد باللغة التي يتحدث بها، أو على غير سابق خبرة بموضوع الحديث. وهو تحت هذه العوامل يرهف أذنيه ليلتقط كل وحدة صوتية ممكنة، ويحاول على قدر مهارته أن يستفيد من الإشارات واللمحات التي تصاحب الحديث.

<<  <   >  >>