مخطئون في القول بأن صوت الغين يخرج من الحلق، أما إذا كان فهمهم للاصطلاح أوسع من فهمنا له، حتى ليشمل ما بين مؤخر اللسان والطبق، فلا داعي للقول بخطئهم.
والمقابل المهموس لهذا الصوت، هو صوت الخاء.
"X"
صوت طبقي رخو مهموس مرقق، ولو أن له قيمة شبه مفخمة في بعض المواقع، ويتم النطق بهذا الصوت بنفس الطريقة، التي يتم بها النطق بصوت الغين مع فرق واحد: هو أن الأوتار الصوتية في هذه الحالة الأخيرة، لا تكون بها ذبذبة، ومن ثم كان صوت الخاء مهموسًا.
وما قيل عن النحاة، والقراء في اعتبارهم صوت الغين صوتا حلقيا، يقال بحذافيره في صوت الخاء.
"ع"
وصوت العين حلقي مجهور مرقق، يتم نطقه بتضييق الحلق عند لسان المزمار، ونتوء لسان المزمار إلى الخلف، حتى يتصل أو يكاد بالجدار الخلفي للحلق، وفي نفس الوقت يرتفع الطبق ليسد المجرى الأنفي، وتحدث ذبذبة في الأوتار الصوتية، ويحتك الهواء الخارج من الرئتين بلسان المزمار، والجدار الخلفي للحلق عند نقطة تقاربهما.
لقد عد النحاة العرب صوت العين من الأصوات المتوسطة، وربما كان ذلك لعدم وضوح الاحتكاك في نطقها وضوحا سمعيًا، ولكن الأصوات المتوسطة تشترك جميعها في خصائص ليست موجودة في نطق العين، وأوضح هذه الخصائص حرية مرور الهواء في المجرى الأنفي، أو المجرى الفموي، دون سد طريقه، أو عرقلة سيره بالتضييق عند نقطة ما، وقد اتضح بصورة الأشعة أن في نطق العين تضييقا كبيرا للحلق، وهذا ما يدعونا ومادعا غيرنا من المحدثين قبل ذلك إلى اعتبار صوت العين رخوًا لا متوسطا.