للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صورة الأشعة:

إن الصورة الاستاتيكية الثابتة المأخوذة بالأشعة، ليست من الأسس التي تقبل بسهولة للدراسات اللغوية؛ لأنها إذا استخدمت لأغراض لغوية، فسوف تنقصها الناحية الديناميكية الحركية، التي هي خاصة من خواص النطق اللغوي.

فهذه الصورة إذًا تفتقد بعض الشروط التي تؤهلها، لأن تستخدم كتكنيك لغوي ناجح، ولكنها تعطي صورة واضحة عن الأوضاع الساكنة للنطق، وإن كان هذه الأوضاع، على رغم صلتها ببعض أوضاع الأصوات اللغوية، لا تعتبر موثوقا بها في تمثيل هذه الأصوات.

وربما كان من حظ الدراسات اللغوية في المستقبل، أن يستطاع استخدام صور أشعة متحركة كان بحوثها؛ ولو تم هذا لخطا بالدراسات اللغوية خطوات جبارة إلى الأمام، وتستخدم صور الأشعة الثابتة، بأن يجلس المساعد بجابنه إلى آلة التصوير، وقد اختير هذا الوضع دون الأوضاع الأخرى، لتجنب إخفاء عضو لعضو آخر في الصورة، إلا ما لا يمكن تجنبه كإخفاء الأضراس، وبعض الأسنان للسان، ويمكن الحصول على هذا الوضع الجانبي، مضبوطا بتعديل جلسة المساعد تعديلا مستمرا، حتى يقنع المصور بوضعه، كما يراه على شاشة الآلة. وإذا أخذت صورة بميل إلى اليمين، أو إلى الشمال أي دون اتخاذ وضع جانبي مثالي، فستكون النتيجة أن تظهر فجوة الحلق أضيق مما هي "قارن صورتي الميل إلى اليمين والشمال"، فإذا حصلت على الوضع المناسب، فخذ صورة في وضع راحة، ثم أطلب إلى المساعد من بعدها أن ينطق الصوت المختار، كما لو كان مشكلا بالسكون، وأن يطيل في نطقه إياه ما أسعفه النفس، وتأخذ صورة له في أثناء هذا الوضع الثابت، ثم كرر ذلك مع الأصوات المختارة الأخرى، وستحصل في النهاية على طائفة من الصور، تظهر كل منها وضعا ثابتا يلقى ضوءا على حركات نطقية معينة "انظر الصور المصاحبة لنطق بعض الأصوات العدنية".

هذه الصورة على أي حال -مهما كانت ضوءًا يلقى على الحركات النطقية- تعتبر ضوءا من خارج تكتيك الدراسات اللغوية، وهي تقبل في هذه الدراسات دائما على شرط فهمها كذلك، وعلى شرط ألا تتعارض مع تكنيك لغوي آخر، كالملاحظة، أو البلاتوغرافيا.

<<  <   >  >>