للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الملاحظة]

هذا الذي أشرت إليه في الكلمات الماضية، هو ما يسمى في منهج الأصوات بطريقة الملاحظة، ولن تكون طريقة الملاحظة وافية بالغرض منها، دون أن تصحبها ملاحظة ذاتية من جانب طالب البحث، وذلك بأن يقلد الطالب مساعده في نقطة على مسمع من المساعد، ويسأله وهو يفعل ذلك أن يدله على مواطن الغلط في التقليد، ولا يزال به يسأله، ويستفهمه حتى يقول المساعد: إنه يرضى نطق الطالب للمثال باعتباره ممثلا لنطق اللهجة، أو أقرب ما يكون منه، ويجب على الطالب إذا أراد أن يستوثق من أمانة المساعد، أو من انتباهه أن يخادعه أحيانا؛ لأن المساعد قد يرضى في بعض الأحيان بنطق غير صحيح، ويدعي صحته، إما تأدبا منه مع الطالب، أو لتعبه، أو عدم انتباهه. فإذا علم أن الطالب يخادعه أحيانا بتعمد الخطأ في النطق، كان ذلك حافزا له على الجد والانتباه، والتدقيق في قبول نطق الطالب.

ومن المهم جدا أن تتخذ لنفسك طريقة، لوضع الأسئلة التي تسأله بها المساعد؛ لأن السؤال الذي يسوء اختيار طريقته، إما أن يجاب عنه جوابا يقود إلى طريق خاطئ في الاستنتاج، وإما أن يحير المساعد فلا يستطيع الإجابة عليه، فليس من المفيد أبدا أن تستعمل في أسئلتك اصطلاحات فنية، يجهل المساعد معناها؛ لأن هذه الاصطلاحات هراء بالنسبة له، ولست أتصور طالبا مثلا يسأل مساعده، على علم منه بجهله، أن ينطق له جملة باللحن التنغيمي الأول، ولا أن يسأله أن يقدم له قائمة من الكلمات، التي تبدأ بالمقطع القصير "ص ع"، والطالب الذي يفعل ذلك يعوق عمله بقدر ما يحير مساعده بلا شك، ويدرك أنه أبعد ما يكون عن مراعاة مقتضى الحال.

ومما يساوي ما تقدم في الأهمية ألا تدع مساعدك، وقد تعود على سماع الاصطلاحات منك، يعرف الهدف الذي ترمي إليه من اختيار الأمثلة واختبارها،

<<  <   >  >>