للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الموقعية]

إن استعمال سويت١ لاصطلاحي "التركيب" و"التحيل"، في دراسة اللغة يوضح الحاجة الملحة إلى دراسة الموقعية، ويظهر ظهورًا واضحًا في دراسة السياق النطقي، أن التحليل إذا هدف إلى وصف الجزئيات الصغرى المكونة لهذا السياق، "أو كما يسميها الأمريكيون من اللغويين Segments"، بعد استخراجها من تتابعه المتصل، فإن التركيب إنما يتناول الكل المتصل، كيفما كان مظهره، ويشمل هذا علامات المواقع، والعلاقات المتبادلة بين الأبواب اللغوية "linguistic categories، كالترابط والتوافق، وتبادل التأثير في السياق، وهذا ما سنشرحه في منهج النحو".

أما دراسات علامات المواقع، فهي ما نسميه الموقعية، ونمثل مبدئيا لذلك بهمزة الوصل التي تدل على بداية الكلمة، وعلى أن الكلمة في بداية المجموعة الكلامية، وأما العلاقات المتبادلة بين الأبواب اللغوية، كالعلاقة بين باب الفعل وبين باب الفاعل، فهي ما نسميه النحو، مثال ذلك ما يأتي:

في قولنا: "قام محمد" تماسك سياقي، من حيث إن البابين الذين يدرسان في هذا السياق، يتبادلان أثر الإفراد والتذكير والغيبة، وفي قولنا: قام محمد الفاضل ترتيب سياقي ثابت؛ لأن الفاضل لا يمكن أن يسبق محمدًا، أما بين قام ومحمد، فالترتيب غير ثابت.


١ H. Sweet, Primer of Phonetics, pp٧& ٤٤.

<<  <   >  >>