الجهر في أحدهما، والهمس في الآخر، كما في د، ت، ويقصد بعلامة العلاقة خاصية تشكيلية كالجهر مثلًا، يخلق إيجابها وسلبها زوجا، أو أزواجا ذات علاقة متبادلة، أما بالمعنى الذي نقصده نحن من الاصطلاح "علاقة"، فإنه يدل على ما يشمل إلى جانب الجهر طرق النطق، كالشدة، والرخاوة، والتركيب والتوسط، وما يشمل صفات كالتفخيم أيضا.
وإلى جانب استخدام الاصطلاح "علاقة"، أحب أيضا أن أطلق الاصطلاح "ميل"، على ظاهرة لم يخلق لها اصطلاح فيما كتب عن علم اللغة، تلك هي الميل بالمخرج الأصلي، أثناء النطق إلى تدخل مخرج آخر، كالذي نسميه الإطباق، وما نسميه التغوير، وذلك الذي نسميه التحليق، ومعنى ذلك ارتفاع مؤخر السان في اتجاه الطبق، أثناء النطق في مخرج بعيد عن هذه المنطقة، أو مقدمة في اتجاه الغار، أو يتراجع جذعه في اتجاه جدار الحلق، أو تقفل الحنجرة، أو تحدث نفخة مصاحبة، وإنما تفرد الميول بعلاج منفصل عن علاج العلاقات؛ لأن هذه الميول صفات في الموقع، أكثر مما هي صفات في الحرف؛ وذلك كلام يصدق في اللهجات العامية على وجه خاص.
وإذا فلا بد من استخدام المخارج، والعلاقات، والميول "أو المخارج والصفات إن أردنا الاختصار" في تقسيم الحروف، لنجعل من مجموع هذه الحروف منظمة تطريزية توزيعية، يقوم كل حرف فيها بوظيفة تشكيلية خاصة، تساهم في المعنى العام.
واصطلاح التطريز مستعار من فن الزخرف، الذي يقوم على أساس في وحدات زخرفية، يحتل كل منها مكانًا في المجموعة التطريزية، متكاملا مع أمكنة الوحدات الأخرى، ومختلفا عنها. ويؤدي المجموع غرضا زخرفيا؛ ولشرح ذلك نقول: إن أي حرفين في النظام التشكيلي في أي لغة، لا بد أن تكون بينهما جهة اختلاف واحدة على الأقل، وهذه الجهة إما أن تكون مخرجا أو صفة، ولو اتفق حرفان في المخرج، والصفة لما صح أن يسميا حرفين، بل إنما يكونان حرفًا واحدًا، وإن نظرة واحدة إلى جدول الحروف، لتبين كيف لا يتفق اثنان منها في المخرج والصفة كليهما، بل لا بد من اختلاف بينهما، يجعل لكل منهما مكانة في المنظمة التطريزية للحروف، وإليك الجدول: