بمعنى اتركنا نذهب "أي ولا تذهب معنا"، وحينئذ لا يدخل السامع في مدلول "us".
ولأحد المبشرين في أفريقيا قصة شهيرة طريفة: فقد كان في لغة الزنوج في المنطقة، التي عمل فيها عدد من الضمائر بمعنى نحن، تختلف جمعا وإخراجا، منها ما يقصد به "نحن الحاضرين"، ومما يقصد به "أنا ومن قبلي"، أو"أنا وشخص آخر"، وهلم جرا، وقد وقف هذا المبشر واعظًا هؤلاء الزنوج بلغتهم، فقال لهم فيما قال: "نحن مذنبون، ونحن لا شك نحتاج إلى من يهدينا"، ولقد كان الضمير الذي استعمله، لسوء حظه، هو ما يقصد به: "أنا وشخص آخر"، مع إخراج السامعين طبعًا، مع أنه كان يقصد "أنا وأنتم".
ويجب أن نلاحظ أن ربما كان هناك اختلاف بين الشخص النحوي، والشخص الفلسفي، وإن استعمال الجمع للتأدب في الأوردية، يتقضي أن يستعمل المرء "خادمكم الوضيع"، بدل "أنا"، وتتصل أسماء الإشارة في اللغات اتصالا وثيقا بالشخص النحوي، فهذا للقريب يدنو من معنى الحضور، وذاك للبعيد يدنو من معنى الغيبة، وحين يقال في الإنجليزية.
Taat man أو This man
يدل the man، تدخل the في دراسة الشخص النحوي، وقد يدل التنغيم الخاص على البعد، كما يحدث في العاميات العربية في تنغيم كلمة "هناك"، أو "بعيد" بمد طويل.
وتستعمل كل لغة من الأشخاص ما يناسبها، ولعل القارئ يلاحظ استعمالات في اللغة العربية، مثل إن أحدكم ليفعل كذا، وإن المرء، وإن الإنسان، واعلم، وأبقاك الله، وأطال الله بقاءك، حين يستعمل كل ذلك في صورة مكتوبة، فيحتاج تطبيقه على التكلم والحضور، والغيبة إلى شيء من التأمل، وجدوى الشخص النحوي واضحة في التوافق السياقي، وفي التمكين من خلق الجدول التصريفي، فهذا النوع من التطريز صالح للعمل أفقيا في السياق النحوي، ورأسيا في الجدول الصرفي.