للبدع والشركيات الموجودة في حريملاء والمنتشرة في دلك الزمن بنجد حتى وقع بينه وبين والده كلام ووقع بينه وبين أهل بلدة حريملاء جدال وخصام ولكنه لم يصدع بالدعوة ويصرح بإنكار الشرك إلا بعد وفاة والده الشيخ عبد الوهاب سنة ألف ومائة وثلاث وخمسين من الهجرة فأشتد إنكاره على الشرك والبدع وأخذ يعلن دعوة التوحيد الذي دعت إليه الرسل من أولهم إلي آخرهم وأخذ ينشر شرائع الإسلام ويكاتب أهل بلدان نجد يأمرهم بعبادة الله وينهاهم عن التعلق على غير الله نم الأولياء والصالحين والأشجار والأصنام وأخذ يأمر بالمعروف وينهى هن المكر ويعاقب عليه وذلك بعد ما تبعه على الحق أناس من أهل حريملاء شدوا أزره وقاموا بامتثال أمره ونصرته فذاع خيره في بلدان نجد فتوافد عليه أناس كثيرون من أهل العارض وغيرهم من قرى نجد فأخذوا يقرأون عليه كتب الحديث والسيرة التفسير والفقه١ وصنف كتاب التوحيد فقرئ عليه في حريملاء ودرس فيه وانتشرت نسخه في نجد غير أنه حدث له _ رحمة الله تعالى _ ما أوجب انتقاله من بلدة حريملاء وذلك أنه خشي وخاف على نفسه الاغتيال بها لان رؤساء هذه البلدة قبيلتان ترجعان إلي أصل واحد من وائل وكل واحدة من هاتين القبيلتين تدعي لنفسها القوة والغلبة والكلمة النافذة ولم يكن لهم رئيس واحد يزع الجميع ويحترمون أمره ويخشونه وكان في البلدة موال لإحدى القبيلتين يسمون آل حمين كثر تعديهم وفسقهم فأراد الشيخ _ رحمه الله _ أن يمنعوا عن الفساد وينفذ فيهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلما علم هؤلاء الموالي المفسدون بذلك هموا إن يفتكوا بالشيخ ويقتلوه سرا بالليل فجاءوا إليه وتسوروا عليه الجدار فعلم الناس بهم فصاحوا فيهم فهربوا فلم يطمئن الشيخ بعد هذه الحادثة إلي الإقامة في بلدة حريملاء فانتقل منها إلي بلدة العيينة فتلقاه أميرها عثمان بن حمد بن معمر بالقبول والمناصره وأكرمه غاية الإكرام وألزم الخاصة والعامة إن يمتثلوا أمره ويقبلوا
١ ذكر الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب جده أن الشيخ محمدا صنف كتابه التوحيد في البصرة.