للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله وتزوج الشيخ عند عثمان بالجوهرة١ بنت عبد الله بن معمر وكان في العيينة وما حولها كثير من القباب والأوثان والمشاهد على قبور الصحابة ولأولياء وبها كثير من الأشجار ولأحجار التي يعظمونها ويذبحون لها كقبة زيد٢ بن الخطاب في الجبيلة وشجرة قريوه وشجرة أبي دجانة والذيبي فأخذ الشيخ _ رحمه الله _ يقرر للأمير عثمان توحيد العبادة ويفسر له معنى لا إله إلا الله وما اشتملت عليه وتضمنته من نفي وإثبات ومضى يبين له الإسلام الصحيح قبل ظهور الشرك وسرب البدع ويطلب منه محو الأوثان وقطع الأشجار وهدم القباب وأزاله المشاهد فأجابه الأمير عثمان إلي ذلك فخرج الشيخ _ رحمه الله _ وخرج معه لأمير عثمان _ عفا الله عنه _ وخرج معهما رجال كثيرون من جند عثمان فأتوا إلي تلك الأماكن المذكورة فقطوا الأشجار وهدموا المشاهد والقباب وكان الشيخ – رحمه الله- هو الذي تولى هدم قبة زيد بن الخطاب بيده فلم يبق بعد ذلك وثن في هذه البلاد التي تحت ولاية عثمان بن معمر.

وبعد هذا أتت امرأة إلي الشيخ واعترفت عنده بما يوجب الرجم وتكرر منها الاعتراف الإقرار، فسأل عنها فوجدها صحيحة القوى كاملة العقل فلقنها الشيخ الإكراه فأقرت واعترفت فأمر عليها فرجمت، فلما حصل ذلك وشاع وتناقلته الأخبار أنزعج ولاة السوء من المترفين وعلماء الضلال وهالهم محو ما ألفوه من المعابد والأوثان وإقامة ما عطلوه من الحدود الشرعية فشنعوا على الشيخ ورموه بالزور والبهتان ففند أقوالهم وأدحض حججهم بأدلة قاطعة من السنة والقرآن، فلما أعيتهم الحجة وأعجزهم البرهان عمدوا إلي المكر والحيلة فأرادوا أن يدركوا بالسيف والسنان ما عجزوا عن إدراكه من قبل


١هي الجوهرة بنت عبد الله بن معمر التي نزل محمد بن سعود بن محمد مقرن في أمانها هو ومن معه بعد ما طلب ذلك، كما ذكر ذلك المؤرخ ابن بشر في سابقة ١١٣٩ من تاريخه وهي عمة الأمير عثمان بن حمد عفا الله عنه.
٢ هو زيد بن الخطاب أخو عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

<<  <   >  >>