يرحمه الله.. كان نادر المثيل وكانت فجيعتنا بفقده أكبر من الوصف وأجل من التصوير ولئن رزئنا بفقده فإن أهدافه الكريمة وخلائقه الفاضلة ستظل بإذن الله هدفنا ورائدنا.
ولقد مات راضي النفس قرير العين يلهج بذكر الله وينادي وهو في أشد حالات المرض من حوله ويقول: هل صلينا؟. . إذا حضرت الصلاة فأعلموني. ...
كانت هذه كلماته حتى قبيل موته بساعات ولست أزكيه على ربه ولكن أستعرض ما أشرت إليه ليوقظ في نفوسنا الشعور بالعلاقة المتينة التي تربط المسلم بربه والتي يجب أن تظل قوية الأصل متينة الجذور. . رحمه الله رحمة واسعة وأسبغ عليه شآبيب رحمته ورضوانه وجزاه عنا جميعا خير جزاء وأفضله وشمل تقصيره وقصور عمله بعفوه الشامل ورحمته الواسعة ولا حرمنا أجره ولا فتنا بعده ... انه جواد كريم.
وقال الشيخ أحمد إبراهيم الغزاوي يرثي سماحة المترجم له الشيخ عبد الله بن حسن هذه القصيدة المؤثرة البليغة:
ما للعيون بمائها تتحجر ... وقلوبنا بالحزن فيه تفجر
خبر من الرحمن يفجع نعيه ... كانت به التقوى تعز وتفخر
لله عمر في آل الشيخ من أعلامهم ... وجميعهم به التقوى تعز وتفجر
من آل الشيخ من أعلامهم ... وجميعهم بالباقيات مؤزر
لله عمر في الجهاد قضيته ... يزهو به التوحيد وهو يكبر
كافحت فيه عن الشريعة مؤمنا ... وأمرت بالمعروف حيث المنكر
وجعلت دأبك دعوة الصدق التي ... لا يمتري فيها ولا هي تكفر
خلق كأنفاس الربيع مدرع ... بالعلم وهو عن الرسالة يصدر
ما كنت إلا كوكبا متوقدا ... وبك الجوامع كلها تتنور
قبل الآذان إلي الصلاة مبادرا ... والليل داج والرياح تزمجر