للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الضلال الذين هاجموا دعوة التوحيد السلفية ورموا بقوافي الشتم وسهام الطعن علماءها وقد بلغ مجموع قصائد هذا الديوان مائة وثماني قصائد وبلغ عدد أبيات هذه القصائد ثمانية آلاف وثمانية وتسعين بيتا. وكان رحمه الله _ طويل النفس في الشعر حتى أن إحدى قصائده بلغت خمسمائة وثلاثين بيتا ورائيته التي رد بها على رائية النبهاني بلغت أربعمائة بيت وكان لا تأتيه قافية هجاء إلا وانبرى للرد عليها وزنا وقافية وإن كانت من أبشع قوافي الشعر وأصعبها وله مع هذا طريقة في ردود الشعر ممتازة ليست لغيره وذلك أنه يستعرض قصيدة المعارض مجزاة ثم يتعقبها بالمناقشة ثم يعاكسها ويأتي على كل بيت من أبياتها بالرد والنقض في جملة أبيات حتى يأتي على جميعها ويستوعبها نقضا وردا

نورد مثالا لبعض ما ذكرنا هذه القصيدة الرائية التي رد بها على رائية يوسف النبهاني١

وقفت على نظم حوى الكفر والشرا ... وصاحبه خب لئيم وقد أجرى

ينابيع كفر في تقاسيم غيه ... فحرر في تقسيمه الإفك والوزرا


١ هو يوسف بن إسماعيل النبهاني نسبة إلي بني نبهان من عرب البادية بفلسطين ولد سنة ١٢٦٥هـ ونشأ بقرية "اجزم" التابعة لحيفا من شمال فلسطين، ثم سافر إلي مصر سنة ١٢٨٣هـ وتعلم بالأزهر وسافر إلي الاستانة فعمل في تحرير جريدة "الجوائب" وتصحيح ما يطبع في مطبعتها ورجع إلي بلاد الشام سنة ١٢٩٦هـ فتنقل في أعمال القضاء إلي أن كان رئيسا لمحكمة الحقوق ببيروت سنة ١٣٠٥هـ وأقام بها زيادة على عشرين سنة وسافر إلي المدينة المنورة مجاورا ونشبت الحرب العالمية الأولي فعاد إلي قريته "اجزم" وتوفي بها سنة ١٣٥٠هـ وكان شاعرا طويل النفس وقحا ضالا وثنيا يدعو إلي دعاء الأموات والغائبين له "شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق" وله كتب كثيرة حمل فيها بدون حياء ولا وازع من دين على أعلام الإسلام كشيخ الإسلام أحمد بن تيمية وتلميذه محمد بن قيم الجوزية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب والإمام الألوسي صاحب روح المعاني وحفيده محمود شكري الألوسي والشيخ محمد عبده المصري وآخرين وله رائية شعر طويلة أطلق لنفسه فيها عنان البذاءة وهجر القول، فسب فيها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وإخوانه الموحدين السلفيين وقد تصدى له المترجم الشيخ سليمان بن سحمان فرد عليه بهذه القصيدة وهي تبلغ في جملتها أربعمائة بيت من وزن قصيدة النبهاني ورويها جزاه الله خيرا.

<<  <   >  >>