رجع إلي وطنه وحج وبعد فراغه من الحج مكث بمكة ووجد بها الشيخ أحمد ابن إبراهيم بن عيسى النجدي مجاورا فقرأ عليه الروض المربع شرح زاد المستقنع، وأخذ عن جماعة من علماء مكة المكرمة منهم الشيخ حسب الله الهندي والشيخ عبد الله الزواوي والشيخ أحمد أبو الخير، ثم عاد إلي وطنه وبقي في مسقط رأسه بلدة العمار وتولى قضاء الأفلاج للإمام عبد الله ابن الإمام فيصل ابن الإمام تركي أخريات أيامه واستمر في قضاء الأفلاج مدة ولاة آل رشيد، ولما تولى جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود ملك نجد نقله إلي مدينة الرياض بجانبه وولاه القضاء في الدماء وجميع القضايا التي تتعلق بالبوادي وإقامة الفروض الخمسة بمسجد الجامع الكبير، وعقد بالجامع المذكور حلقتين للتدريس إحداهما بعد طلوع الشمس والأخرى بعد صلاة الظهر، وكان شديد التحري والضبط في دروسه يضبط الألفاظ ويحترز من اللحن وإن قل، وكان قليل الكلام كثير التثبت، لا يقرأ عليه في كتاب إلا إذا كان قد راجع جميع ما عليه من شروح وحواشي واستوفاها مطالعة، وكان لا يترك الطالب يقرأ عليه من عبارات الفقهاء أكثر من أربع مسائل أو خمس ثم يتبع الكلام عليها منطوقا ومفهوما ويقرر عليها تقريرا واضحا مفيدا يفهمه الطالب ويرسخ في ذهنه.
أخذ العلم عنه خلق كثير نذكر من فضلائهم في هذه الترجمة المقتضبة:
سماحة الشيخ عبد الله بن حسن رئيس القضاة في حياته، والشيخ محمد بن عبد اللطيف وسماحه الشيخ محمد ابن الشيخ إبراهيم ابن الشيخ عبد اللطف مفتي الديار السعودية ورئيس قضائها في حياته _ رحمه الله _، وسماحة الشيخ عمر ابن الشيخ حسن رئيس هيئات الأمر بالمعروف بالمنطقة الوسطى والشرقية، والشيخ عبد اللطيف ابن الشيخ إبراهيم ابن الشيخ عبد اللطيف مدير المعاهد والكليات في حياته – رحمه الله _ والشيخ محمد عثمان الشاوي والشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري والشيخ عبد الله بن حمد الدوسري والشيخ عبد العزيز بن صالح بن مرشد والشيخ إبراهيم بن سليمان آل مبارك والشيخ