للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في تحقيق جميع المسائل الجزئية والفرعية إلي الكتاب والسنة، وشرع في العمل بالحديث على طريقة المجتهدين، وصار يفتي بوجوب ترك الآراء والتقليد الشخصي، وكل مسألة وقع فيها اختلاف بين الأئمة الأربعة كان يرجح فيها مسلك المحدثين بأقوال السلف وآثار الصحابة، وكان يستدل لكل مطلب بالحجج القوية، ويستنبط شواهده من الكتاب والسنة.

وكان _ رحمه الله _ وحيد عصره في سعة المعلومات والإطلاع علي مذاهب السلف، يصرف أكثر أوقاته في التدريس والتصنيف والوعظ والإرشاد، ثم صار مدرسا للغة الفارسية والعربية في كلية "سانت جونس" في أكره١ وزيادة على هذا كان يدرس للطلبة الذين يجيئون إلي داره فنون المعقول والمنقول، فقرأ عليه الحكيم مبارك علي والحكيم معصوم علي "كتاب الأفق المبين" واشترك في هذا الدرس السيد أمير أحمد.

وقد خرج حاجا من "أكره" ولما رجع من الحج "أي بلا زيارة القبر الرسول"ص" فاعترضوا عليه" صنف كتاب "القول المحقق المحكم، في حكم زيارة قبر الحبيب الأكرم" فرد عليه الشيخ عبد الحي اللكنوي بكتاب اسماه "الكلام المبرور" فرد عليه الشيخ بكتابه "القول المنصور" فكتب جوابه الشيخ عبد الحي اللكنوي "المذهب المأثور" فكتب الشيخ جوابه وجمع فيه جميع الاعتراضات على هذه المسألة من قديم وحديث وأجاب عنها كلها بجواب جامع مانع سماه "إتمام الحجة، على من أوجب الزيارة كالحجة" ومعارضون له وإن كانوا قد كتبوا في جوابه لم يلتفت أهل التحقيق إلي جوابهم ومع ذلك فقد كتب الشيخ جوابا على ذلك لكنه لم يطبع. وكان ابتداء هذه البحث من السيد إمداد علي الذي كان من أكابر تلاميذ الشيخ بشير الذين القنوجي، لكن الشيخ إمداد علي لما أحس بضعفه عن مقابلة الشيخ بشير دعا الشيخ عبد الحي لهذا الميدان وفوض إليه الأمر وأعطاه جميع ما كتب،


١ آغره: المدينة الشهيرة تكتب بكاف فارسية معقوفة وينطق بها مفخمة كالجيم المصرية.

<<  <   >  >>