للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإمداد علي هذا كان نائب مدير المقاطعة، وكان الشيخ بشير المترجم مع ذلك كلما ذهب إلي لكهنؤ نزل ضيفا على الشيخ عبد الحي فيستقبله بالاحترام والبشاشة ويمسكه في ضيافته أياما كثيرة أزيد مما يريد الشيخ، ويجلس في درس وعظه مستمعا مع الأدب والتوقير للشيخ. وفي أيام مقامه "بأكره" حصل للشيخ أمير أحمد السهسواني مع الشيخ بشير اختلاف في بعض المسائل الفرعية وكان الشيخ أمير أحمد يدافع فيها بلين والشيخ يخالفه بالشدة، ثم انتهى الأمر إلي الاعتراف بالحق والمصالحة بينهما.

كان الشيخ بشير على جانب عظيم من الورع والتقوى والعبادة وقيام الليل، وكان يغلب عليه في وعظه ورقة القلب والخشية حتى تدمع عيناه. وفي ٥المحرم سنة ١٢٩٥هـ استدعاه النواب صديق حسن خان بهادر من "أكره" إلي "بهوبال" وفوض إليه رياسة المدارس الدينية في إمرة بهوبال، فكان يتبرع بتدريس التفسير والحديث، وكان يجيب على المسائل ويكتب الفتاوى بطريق الاجتهاد، وفي كل جمعة يجلس لدرس الوعظ في جامع القاضي ويصرح برأيه ولو خالف الحكومة بلا مبالاة، ويقيم حجته على المخالفين تقريرا وتحريرا مع التواضع وحسن الخلق.

وكان يخالط أحبابه بلا تكلف ولا احتشام وكان ديدنه إكرام الضيوف وإمداد الغرباء بلا رياء ولا عجب ولا سمعة، وكان نصب عينيه اتباع آداب الكتاب والسنة حتى كان يثقل على طبعه ترك المستحبات، وقد أقر له أهل الهند كافة بقوة الاجتهاد والفضيلة العلمية واعترفوا له بها.

تناظر أحمد دحلان مفتي مكة في زمانه١ والشيخ بشير في مسألة التوحيد فكتب الشيخ ردا عليه كتابه المسمى٢ "صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ


١ لعل المناظرة كانت لما حج واجتمع بدحلان بمكة فناظره شفويا ثم لما رجع رد عليه بكتابة "صيانة الإنسان".
٢ كتبه ردا على رسالة دحلان المسماة الدرر السنية في الرد على الوهابية كما صرح بذلك المترجم في أول كتابه صيانة الإنسان.

<<  <   >  >>