للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دحلان" واشتهر الكتاب وطبعه علماء نجد ولم يرد عليه أحد من المخالفين.

ولما حصل النزاع بين النواب صديق حسن خان والشيخ عبد الحي اللكنوي وكتبت كتب من طرفين وقع في نفس الشيخ عبد الحي أن بعض رسائل الرد من تصنيف الشيخ وصرح بذلك في كتابه "إبراز النفي" فسعى الشيخ لدفع هذا الوهم عن فكر الشيخ عبد الحي وتصالحا بعد هذا.

ولما توفي النواب _ رحمه الله _ في جمادى الأولي سنة ١٣٠٧هـ أراد الشيخ مفارقة بهوبال ولكن بيكم١ بهوبال تعلقت به وعطفت عليه واستبقته فكان يذهب في كل يوم اثنين من الأسبوع إلي تاج محل "قصر الأميرة بيكم" فيجلس للوعظ ويجتمع عليه النساء المتصلات ببيكم لسماع وعظه وطلب الدعوات الصالحة منه، وكان يتكلم في وعظه هذا بالترغيب والترهيب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بلا مداهنة ولا مبالاة، حتى توفيت بيكم _ رحمها لله _ في سنة ١٣١٩هـ ولما جلست بعدها على عرش ولايتها بنتها سلطان جهان بيكم وأخذت في بشر العلوم العصرية الفنون الأوروبية وتقليل شأن العلوم الدينية والقائمين بها ارتحل الشيخ عن بهوبال إلي دلهي بعدما أقام فيها خمسة وعشرين سنة.

وكان الشيخ قد دعي لمناظرة مرزا غلام أحمد القادياني في دلهي فجاءها بأمر حكومة بهوبال فاقبل عليه أهل العلم والدين والتجار وغيرهم ممن لهم تعلق بالشيخ نذير حسين كبير علمائها ورغبوا إليه أن يقيم بدلهي بسبب ضعف الشيخ ندير حسين وكبر سنة للقيام مقامه ولكن لما كانت حكومة بهوبال لا تزال تعظم الشيخ وتسند إليه رياسة الأمور الدينية لم يستطع إجابتهم إلي رغبتهم حينئذ فلما تغيرت الأحوال في بهوبال استأنفوا الطلب فأجابهم إلي ذلك وتحول إليهم ثم جلس في مقام شيخه يدرس ويفتي ويعظ.


١ هي زوجة النواب صديق حسن خان أميرة بهوبال الشهيرة، وكاف بيكم مفخمة كالجيم المصيرية وبعض كتاب العربية يكتبونها بيغم بالغين كأمثالها.

<<  <   >  >>