للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان مرزا غلام أحمد ادعى انه المهدي المنتظر ثم ترقي عن دعوى المهدوية لنفسه إلي دعوى المسيحية وتحول عن اشتغاله بمناظرة المسيحيين "وار ياسماج" من الهندوس إلي مناظرة علماء المسلمين، وكان لا يناظر إلا بالقرآن معرضا عن الأحاديث وأقوال الصحابة واشتهر أمره حتى صرح بطلب المبارزة، حينئذ أمرت بيكم بهوبال الشيخ محمد بشير أن يتوجه إلي دلهي لمناظرة المرزا، ولما لم يرض مرزا بالمناظرة الشفوية تناظرا كتابة وهما في دلهي وكل منهما في محله.

كان مرزا يصرح بموت المسيح مستدلا بقوله تعالي: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} فعارضه الشيخ مثبتا حياة المسيح بقوله تعالي: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} ثم أخذ مرزا على عادته يجادل بالتأويلات وينتقد الواعد النحوية والصرفية ليستدل على أن الآية لا تثبت حياة المسيح، فرد عليه الشيخ بأجوبة لم يستطع ردها، فانقطع عن المناظرة معتذرا بان أحد أقاربه بقاديان مريض وانه سيسافر لعيادته، وجميع المكاتبات التي دارت في هذه المناظرة حتى انقطع المرزا مدونة في كتاب "الحق الصريح، إثبات حياة المسيخ" وهو مطبوع وكانت تلك المناظرة في سنة ١٣١٢هـ.

وفي مدة إقامته في دلهي كتب رسالة سماها "الفول المحمود في رد السود"١ وكان أصل تلك المسألة من الشيخ نذير أحمد الدهلوي.

ومن مفردات الشيخ انه كان يجيز الأضحية إلي آخر ذي الحجة، وخالفه أهل العلم في ذلك فجمع كتابا استدل فيه على رأيه بأقوال أهل العلم فجاء كتابا ضخما ولكنه لم يطبع _ وصنف كتابا مبسوطا في مسألة القراءة خلف الإمام سماه "البرهان العجاب، في مسألة فرضية أم الكتاب" طبع بعد وفاته وله غير ذلك رسائل دينية منسوبة إلي بعض تلاميذه.


١ أي الربا والسود لغة أوردية.

<<  <   >  >>