للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكتب إليه المذكور مرة أخرى يهنئه بقدوم ابنه عبد اللطيف من مصر سنة ١٢٦٤ هـ. وتوسل إلي الله في دعائه بصفاته الكاملة التي لا يعلمها إلا هو فكتب إليه وقال: "وقد ذكرت وفقك الله في وسيلة دعوتك جزاك الله عني أحسن الجزاء عن تلك الدعوات قلت وأتوسل إليك بصفاتك الكاملة التي لا يعلمها إلا أنت فأعلم أيها الأريب الأديب أن التي لا يعلمها إلا هو كيفية الصفة وأما الصفة فيعلمها أهل العلم بالله كما قال الإمام مالك الاستواء معلوم والكيف مجهول ففرق هذا الإمام بين ما يعلم من معنى الصفة على ما يليق بالله فيقال استواء لا يشبه استواء المخلوق ومعناه ثابت لله كما وصف به نفسه. وأما الكيف فلا يعلمه إلا الله، ولم يزل - رحمه الله - يفتي ويدرس ويكاتب أهل بلدان نجد بالمراسلات والنصائح يحثهم على لزوم جماعة المسلمين ويذكرهم نعمة الإسلام والدين زمن الإمام تركي بن عبد الله ثم زمن ابنه الإمام فيصل حتى توفاه الله عشية يوم السبت حادي عشر ذي القعدة سنة خمس١وثمانين ومائتين وألف في بلدة الرياض فصلي عليه بجامع الرياض ودفن في مقبرة العود وذلك في ولاية الإمام عبد الله بن فيصل وكان- رحمه الله تعالى – سخيا جوادا يتفقد طلاب العلم ويواسيهم ويعطف على الفقراء والمعوزين.

ترجم له عثمان بن بشر في تاريخه عنوان المجد ترجمة طويلة أثني عليه فيها بما هو أهله من الفضل والعلم وكذلك ترجم له المؤرخ الشهير إبراهيم بن صالح بن عيسى ترجمة طويلة في تاريخه عقد الدرر، وقد أنجب _ رحمه الله تعالى _ أولادا خمسة هم: محمد٢ والشيخ العلامة الشهير عبد اللطيف وإسحاق


١ وضعنا بعد هذه الترجمة ملحقا يتضمن رواية الشيخ عن مشائخه.
٢ قتل محمد بن المترجم له الشيخ عبد الرحمن في حرب الدرعية سنة ١٢٣٣ هـ وهو بكر أبيه وأكبر أبنائه.

<<  <   >  >>