وأين تصانيف المذاهب والذي ... تقرر في أبوابها واضح السطر
يعدون كفرا دون ذا ولديهم ... من الله برهان يلوح على نكر
على الرغم من انف المكارم والعلا ... هجاء إمام الدين نادرة العصر
فيا ويحه أن لم تباشره رحمة ... وعفو وإلا فالمصير إلي "سقر"
تراه لأهل الحق أضحى معاديا ... على غير ذنب أحدثوه ولا غدر
سوى منهج قد أوضحوه وقرروا ... أدلته بالنص والسنن والغر
وقولهم للخلق نصحا ورحمة ... أنيبوا إلي رب السماوات بالشكر
ولا تعبدوا غير المهيمن انه ... مليك جليل قد تفرد بالأمر
فان كان هذا عنده الزيغ والهوى ... ودين فريق النهرواني والجسر
فما صدقت تلك الدعاوى وعودها ... وقد خاب مسعاها فوا ضيعة العسر
على هضبات الشعب من أيمن الحمى ... سلام مشوق لا على جانب الجسر
كروض كساه الوبل وشيا ملونا ... يباكره سحا وأمطاره تجري
ترى جنبات القاع في ضل نبته ... يروحها نفح الشمال إذا تسري
كأن مرور الريح من فوق زهره ... صرير سهام نبلها أبدا يفري
ففي سفحها والشعب اشلاء ١عالم ... أضاءت له الدنيا بكوكبها الدري
وقد كان منهاج الشريعة طامسا ... وأعلام أصل الدين في نوبة الحر
فجرد عزما لا يضاهي بمثله ... وقام قيام الليث في عزمة الصقر
فزالت بهذا الشيخ عنها غياهب ... وعادت كما قد كان في سالف العصر
تجر به نجد ذيول افتخارها ... إلى منهل صاف من الشرك والكفر
عليه من المولى الكريم تحية ... يباشره روح الرياحين بالزهر
وخير صلاة الله ثم سلامه ... على سيد السادات خاتمة الشعر
١ يريد به الشيخ محمد بن عبد الوهاب حيث قبره هناك بشعب "قريوى" بمدينة الدرعية رحمه الله.