فما أحوج الإنسان في أمر دينه ... إلى ناصح والصمت أجدر بالحر
أترضى بأن يدعى حسين وخالد ... وزيد وما يدعى مع الله في العسر
وتنصر قوما يعدلون بربهم ... مجاهرة في كل بر وفي بحر
ترى كل موتور ينادي وليجة ... وسأل ما لا يستطاع من الأمر
يرون صوابا من سفاهة رأيهم ... مناشدة الأموات من ساكني القبر
إذا شب حرب لا ينادي وليدها ... ودارت على كره بقاصمة الظهر
وفر على أعقابه كل فارس ... وضاقت بها في حجرها ربة الخدر
وان غشيهم موج من اليم زاخر ... وجاشت على علاتها أنه الصدر
فما يرتجى في كشف ذاك وحله ... وسوى مشهد بالطف في ساحة القصر
وما تربة الجيلي إلا مناتهم ... ومعقلهم في كل كرب وفي يسر
ينادونه سرا على بعد داره ... أغثنا أغثنا بالإجابة والنصر
ويرجونه في كل أمر وحادث ... على أنه كنز المواهب والذخر
وإخوانهم في الغي أضحى مقيلهم ... ومجمعهم عند المشاهد في مصر
بدف ومزمار ونغمة شادن ... مع الرقص بالأرداف في الصحو والسكر
وإن شئت أصل الدين تلقاه عندهم ... لأربابهم تحت الصفائح والصخر
دعاء وذبح واستغاثة عابد ... وإخبات ذي فقر وإلحاح ذي عسر
وفي كل مصر مثل وما الذي ... ذكرت بأعلى ما لدى القوم من كفر
أما جعلوا أمر التصريف ينتهي ... إلي سبعة جحدا لما خط في الذكر
وهذا لعمري في الضلالة غاية ... ومن دونه قول المثلث ذي الكفر
فأين خطاب الأنبياء لقومهم ... وما قد جرى في معرض الأمر والنذر
وأين تقارير الجهابذة الألى ... هم نقلوا نص الشريعة كالبدر
وأين إلى أين الذهاب وكلما ... على ظهرها يأتيك بالخبر الخبر
حنانيك رب العرش من أن يغرني ... كما عرهم ضرب من الزور والهذر