مدارس وحي شرفت بأكابر ... على ملة بيضاء تبدو لسائر
سقى عهدكم عهد الشريعة والتقى ... وتعظيم دين الله أزكى الشعائر
فيا راكبا بلغ سلامي وتحفة ... تعزيه فيما قد مضى في العشائر
وأعظم من ذا يا خليلي كتائب ... تهدم من ربع الهدى كل عامر
ويبدو بها التعطيل والكفر والزنا ... ويعلو من التأذين صوت المزامر
فقد سامنا الأعداء في كل خطة ... واصل نم الإسلام سوم المقامر
أناخ لدنيا للضلالة شيعة ... أبا حوا حمى التوحيد من كل فاجر
وقابلهم بالسهل والرحب عصبة ... على أمة التوحيد أخبث ثائر
يقولون لكنا رضينا تقية ... تعود على أموالنا والذخائر
فضحك ولهو واهتزاز وفرحة ... وألوان مأكول ونشوة ساكر
مجالس كفر لا يعاد مريضها ... يراح إليها في المسا والبواكر
ويرمون أهل الحق بالزيغ ويحهم ... أما رهبوا سيفا لسطوة قاهر
وأما رباع العلم فهي دوارس ... تحن إلي أربابها والمذاكر
مصاب يكاد المستجير فتية ... ينادي بأعلى الصوت هل من مثابر
فجد لي برد منك تبرد لوعتي ... ويحدى به في كل رجب وسامر
وتنصر خلا في هواك مباعدا ... ولولاك لم تبعث به أم عامر
فأكثر وأقلل ما لها الدهر صاحب ... سواك فقابل بالمنى والبشائر
فأجابه الشيخ عبد اللطيف بهذه ... الأبيات التالية التي استهلها بالحنين
إلي أيام الإمام فيصل ابن الإمام تركي ... حيث الاستقرار والهدوء والطمأنينة
ثم ذكر ما حصل بعد عهد الإمام فيصل من الحروب الطاحنة والفوضى الضاربة بسبب النزاع والاختلاف وذهاب الوحدة وتفرق الكلمة. فقال:
رسائل إخوان الصفا والعشائر ... أتتك فقابل بالمى والبشائر
تذكرنا أيام وصل تقادمت ... وعهدا مضى للطيبين الأطاهر
ليالي كانت للسعود مطالعا ... وطائرها في الدهر أيمن طائر