للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهذه النصوص تبين لنا أهمية العدل، وبعضها نصت على فضيلة الإمام العادل وقد كان عمر بن عبد العزيز متصفا بالعدل في الرعية حتى مع أهل الملل الأخرى، كما حدث له مع نصارى دمشق بشأن الجامع الأموي١، ولم يقتصر عدله بين رعيته من الناس. فقد كان رحيما محبا للعدل حتى مع الدواب، فقد روى أبو نعيم أنه كان لعمر بن عبد العزيز غلام يعمل على بغلة له، وكان يأتيه كل يوم بدرهم، فجاءه يوما بدرهم ونصف، فقال: من أين لك هذا؟ قال الغلام: نفقت السوق قال لا، ولكنك أتعبت البغل أرحه ثلاثة أيام٢.

ولحرصه على العدل وتطبيق نصوص الكتاب والسنة، والاقتداء بالصحابة رضوان الله عليهم بدأ بنفسه وبأهله فأخرج كل ما بيده من الأموال، وردها إلى بيت المال. وكذلك فعل مع قرابته من بني أمية، ثم رد


١ انظر البداية والنهاية ٥/١٦٩، وذلك أن النصارى في أيام عمر بن عبد العزيز طلبوا منه أن يعقد لهم مجلسا في شأن مكان أخذه منهم الوليد بن عبد الملك، وكان عمر عادلا فأراد أن يرد عليهم ما كان أخذه منهم الوليد فأدخله في الجامع ثم حقق عمر القضية. ثم نظر فإذا الكنائس التي هي خارج البلد لم تدخل في الصلح الذي كتبه لهم الصحابة فخيرهم عمر بين رد ما سألوه وتخريب هذه الكنائس كلها أو تبقى تلك الكنائس ويطيبوا نفسا للمسلمين بهذه البقعة فاتفقوا بعد ثلاثة أيام على بقاء الكنائس فكتب لهم أمان بها. البداية والنهاية لابن كثير ٥/١٧٠.
٢ أبو نعيم في الحلية ٥/٢٦٠، وابن الجوزي سيرة عمر ص١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>