للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولعله حين علم بسقيه السم وتيقن بذلك دعا على نفسه بالموت كما سيأتي فروى أبو زرعة الدمشقي أن عمر قال: اللهم إني قد مللتهم، وملوني، فأرحني منهم وأرحهم مني١. كما روى ابن عبد الحكم أن عمر دعا ابن أبي زكريا، وطلب منه أن يدعو له بالموت فدعا له٢.

وهكذا مات في أخريات رجب لسنة إحدى ومائة ولخمس، أو ست، أو عشر بقين من الشهر، وكان موته يوم الجمعة عن أربعين سنة في أصح الأقوال٣.

وكانت مدة خلافته سنتين وخمسة أشهر أو ستة أشهر وعليهن أيام كما كانت خلافة الصديق رضي الله عنه ٤.

ولا شك أن موته كانت خسارة فادحة في حق المسلمين، يظهر ذلك من مواقف الناس حين سمعوا بموته، ومن الرثاء له، واتفاقهم على الحزن عليه والتأسف لفقده. فقد روى أن مسلمة بن عبد الملك نظر إلى عمر بن


١ تاريخ أبي زرعة الدمشقي ص٤٦.
٢ ابن عبد الحكم سيرة عمر ص٩٩-١٠١.
٣ ابن سعد الطبقات ٥/٤٠٧-٤٠٨.
٤ انظر البداية والنهاية ٥/٢١٤، وابن سعد الطبقات ٥/٤٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>