للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عادتهم، فلما أخبر بموته ضج الناس بالبكاء والعويل، وغم ذلك أهل البصرة بأسرهم، وعمت مصيبته١.

وقد رثاه عدة من الشعراء - مع كونه قد أقصاهم وأدّب بعضهم - بقصائد نختار اثنتين منها وهي كما يلي:

فقال جرير يرثي عمر بن عبد العزيز:

تنعى النعاة أمير المؤمنين لنا ... ياخير من حج بيت الله واعتمرا.

حملت أمرا عظيما فاصطبرت له ... وقمت فيه بأمر الله يا عمرا.

فالشمس كاسفة ليست بطالعة ... تبكي عليك، نجوم الليل والقمرا٢

وقال كثير عزة يرثي عمر:

لقد كنت للمظلوم عزا وناصرا ... إذا ما تعيا في الأمور حصونها.

كما كان حصنا لا يرام ممنعا ... بأشبال أسْد لا يرام عرينها

وليت فما شانتك فينا ولاية ... ولا أنت فيها كنت ممن يشينها

إلى أن يقول:

سقى ربنا من دير سمعان حفرة ... بها عمر الخيرات رهنا دفينها

صوابح من مزن ثقال غواديا ... دوالح دهما ماخضات دجونها٣


١ أبو حفص الملاء ٢/٤٧٥.
٢ ديوان جرير ص٢٣٥ ط. دار صادر بيروت.
٣ ديوان كثير ص٢٣٥-٢٣٦، شرح وتحقيق الدكتور رحاب عكاوي ط. دار الفكر العربي بيروت ط. الأولى ١٩٩٦م.

<<  <  ج: ص:  >  >>