للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنكدر: "أفتح لك فيه الدعاء؟ " قال ذلك حين رآه مهموما لديْن كان عليه فقال محمد نعم. فقال عمر فقد بارك الله لك فيه.

وهذا المأثور عن عمر بن عبد العزيز هو الحق الذي عليه أهل السنة والجماعة والذي دل عليه الكتاب والسنة وأقوال السلف.

قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ١، فإذا لم يكن الدعاء سببا من أسباب وقوع المدعو به لم يكن للأمر بالدعاء في الآية فائدة وهو بلا شك منتف.

وقال صلى الله عليه وسلم: "من لم يسأل الله يغضب عليه"٢، وهذا يدل على أن رضاه في سؤاله وطاعته فلولم يكن للدعاء فائدة لاستوى الداعي وغيره وهذا خلاف ما دل عليه نص الحديث الشريف.

ومن أقوال السلف الصالح المؤيدة لما أثر عن عمر ما قاله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إني لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه"٣،


١ الآية ٦٠ من سورة غافر.
٢ رواه الترمذي ٥/٤٥٦، وابن ماجه ٢/١٢٥٨، وأحمد ٢/٤٤٢، وحسن إسناده الألباني في صحيح سنن الترمذي ٣/١٣٨.
٣ ابن القيم: الفوائد ص ١١٠ ط دار الكتب العلمية , والجواب الكافي ص١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>