للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأواني وغيرها قد جعل الله فيه من البركة ما يستشفي به ويرجى بسببه الفائدة في الدنيا والآخرة١.

ووصية عمر - رحمه الله تعالى - بأن يجعل في كفنه بعض أشعار رسول الله صلى الله عليه وسلم له في ذلك سلف صدق من الصحابة، ففي صحيح البخاري أنه لما حضر بأنس بن مالك الوفاة أوصى بأن يجعل في حنوطة سك٢ كان فيه شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت أم سليم قد جمعته وفيه عرقه وشعره صلى الله عليه وسلم٣.

ومن المهم الإشارة إلى أنه قد ذهب بعض الخلف٤ إلى جواز قياس غير النبي صلى الله عليه وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فيستحب التبرك بآثار الصالحين مثل التمسح بهم أو بثيابهم، وحمل المولود إلى أحد منهم ليحنكه بتمرة حتى يكون أول ما يدخل جوفه ريق الصالحين، والتبرك بعرقهم ونحو ذلك، وهذا خطأ صريح لأن الصحابة لم يكونوا يفعلون ذلك مع غيره صلى الله عليه وسلم لا في حياته ولا


١ انظر التبرك المشروع والتبرك الممنوع ص٢٩ لعلي نفيع العلياني.
٢ السك: طيب مركب يضاف إلى غيره. انظر الفتح ١١/٧٢.
٣ انظر البخاري مع الفتح ١١/٧٠، وسير أعلام النبلاء ٢/٣٠٧
٤ انظر: البخاري مع الفتح ٣/١٣٠، ومسلم بشرح النووي ٥/٣٠٣، فقد ذهب الإمامان ابن حجر، والنووي إلى جواز التبرك بآثار الصالحين ولا شك أن ذلك زلة منهما يغفر الله لهما والقاعدة عند أهل السنة (أن كل واحد منا يؤخذ من قوله ويرد إلا الرسول صلى الله عليه ويسلم) .

<<  <  ج: ص:  >  >>