للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد وفاته ولو كان خيرا لسبقوا إليه ... فدل على أن ذلك مخصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم١.

ومما يؤكد اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بهذا التبرك أن التابعين رحمهم الله تعالى ومنهم كما سبق عمر بن عبد العزيز قد ساروا على نهج الصحابة رضوان الله عليهم في هذا الباب فلم ينقل عنهم وقوع التبرك بالصحابة وغيرهم ولا فعله التابعون مع فضلائهم وقادتهم في العلم والدين٢ بل إنهم منعوا ذلك سدا للذريعة كما يرى الشاطبي رحمه الله فقد قال في بيان هذه العلة "إن العامة لا تقتصر في ذلك على حد بل تتجاوز فيه الحدود وتبالغ بجهلها في التماس البركة، حتى يداخلها للمتبرك به تعظيم يخرج به عن الحد فربما اعتقد في المتبرك به ما ليس فيه ... "٣.

فالاقتصار على ما جاء به النص هو سبيل المؤمنين الذين أنعم الله عليهم من الصديقين والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.


١ انظر تيسير العزيز الحميد ص١٨٦.
٢ انظر فتح المجيد ص١٠٦ وكتاب الدين الخالص لمحمد صديق حسن ٢/٢٥٠.
٣ الاعتصام للشاطبي ص٧٧ ط. دار الكتب العلمية ط. الثانية ١٤١١هـ بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>