كتاب الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة

الفصل الرابع: الآثار عن عمر في الإيمان بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفضائل أصحابه وحقوق أهل بيته - المبحث الثاني: الآثار عن عمر في فضائل الصحابة وموقفه من أهل البيت - ج: 1 - ص: 433

وروى الإمام أحمد والترمذي، وغيرهما عن أم سلمة أن قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} ١، لما نزلت أدار النبي صلى الله عليه وسلم كساءه على علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم فقال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا"٢.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وإن من أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم٣، وآل بيته صلى الله عليه وسلم لهم من الحقوق ما يجب رعايتها فإن الله جعل لهم حقا في الخمس والفيء وأمر بالصلاة عليهم مع الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ٤.

والحقوق التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى هي التي حرص عمر بن عبد العزيز رحمه الله على أدائها على الوجه المطلوب شرعا فرد على آل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدك كما قام برد خمس الخمس عليهم كما أطعمهم في الفيء ونهى عن الطعن على أحد منهم حيث أن بعض عمال بني أمية كانوا يستفزون بعض أهل البيت بالطعن عليهم وجعل عمر

---

١ الآية ٣٣ من سورة الأحزاب.
٢ المسند ٦/٢٩٢، والترمذي ٥/٣٠-٣١.وأصله في مسلم ٥/٥٦٦ برقم (٢٤٢٤) .
٣ انظر مجموع الفتاوى ٣/٤٠٧.
٤ انظر مجموع الفتاوى ٣/٤٠٧.