للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التعليق:

إن المأثور عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله في رسالتيه السابقتين يبين اهتمامه وتقريره كل ما يبين الإيمان بالقدر الذي هو الركن السادس من أركان الإيمان. كما جاء ذلك في حديث جبريل ففي صحيح مسلم من حديث ابن عمر عن أبيه عمر رضي الله عنهما قال: بينما نحن عند رسول الله ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ... وقال يا محمد أخبرني عن الإيمان، قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره ... " ١، قال الحافظ ابن حجر: وإنما أعاد اللفظ وتؤمن عند ذكره القدر ولم يعده في الأركان الخمسة التي سبقته إشارة إلى ما سيقع فيه من الاختلاف فحصل الاهتمام بشأنه بإعادة "تؤمن" ثم قرره بالإبدال بقوله: خيره وشره، حلوه ومره، ثم زاده تأكيدا بقوله في الرواية الأخيرة "من الله"٢.

وفي صحيح مسلم أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء مشركوا قريش يخاصمون رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدر فنزلت {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى


١ صحيح مسلم ١/١٣١.
٢ البخاري مع الفتح ١/١١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>