للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال جل شأنه: { ... فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} ١، أي جعلنا الماء في مقر يتمكن فيه وهو الرحم، مؤجلا إلى قدر معلوم قد علمه الله سبحانه وتعالى وحكم به فقدرنا على ذلك فنعم القادرون نحن، أو فقدرنا ذلك تقديرا فنعم المقدرون له نحن على قراءتين، والقراءة الثانية قدَّرنا بالتشديد، توافق قوله تعالى: {مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ} ٢.

فهذه الآيات تفيد الإخبار عن قدر الله الشامل لكل شيء، وأخبار القرآن مقطوع بها٣.

ومن النصوص في السنة على وجوب الإيمان بالقدر ما تقدم من حديث جبريل وحديث أبي هريرة وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث جابر بن


١ الآية ٢١-٢٢ من سورة المرسلات.
٢ الآية ١٩ من سورة عبس.
٣ انظر: تفسير القرآن الجليل للنسفي ٥/٣٠٨، المكتبة الأموية - دمشق مكتبة الغزالي - حماة -مؤسسة الرسالة. وانظر أيضا فتح البيان ١٠/١٩٠-١٩١، وانظر بالنسبة للقراءات وتوجيهها في الآية حجة القراءة لأبي زرعة عبد الرحمن بن زنجله ص٧٤٣-٧٤٤، تحقيق وتعليق سعيد الأفغاني ط. الثانية عام ١٣٩٩هـ. وانظر القضاء والقدر في الكتاب والسنة ص٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>