للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أجمع أهل السنة من الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم أن كل كائن إلى يوم القيامة فهو مكتوب في أم الكتاب كما دلت على ذلك هذه الآيات فأفعاله تعالى وأقواله مكتوبة في اللوح المحفوظ. والآيات فيها رد على القدرية النفاة فإن الله قد علم الأشياء قبل كونها وكتبها في اللوح المحفوظ قبل إيجادها ثم أوجدها على طبق ما كتب.

ومن السنة: قوله صلى الله عليه وسلم: "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء"١.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت يارسول الله: إني رجل شاب وأنا أخاف على نفسي العنت ولا أجد ما أتزوج به النساء فسكت عني، ثم قلت مثل ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة جف القلم بما أنت لاق فاختص على ذلك أو ذر"٢.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار وقد كتبت شقية أو سعيدة ... "٣.

هذه الكتابة في الجملة وإذا خلق الجنين في بطن أمه ونفخ الروح فيه بعث إليه ملكا فيؤمر بأربع كلمات فيقال له: اكتب رزقه، وأجله،


١ رواه مسلم ٦/١٥٥، برقم (٢٦٥٣) .
٢ رواه البخاري، البخاري مع الفتح ٩/١١٧، برقم (٥٠٧٦) .
٣ البخاري مع الفتح ٣/٢٢٥، برقم (١٣٦٢) ، ومسلم ٦/١٤٩، برقم (٢٦٤٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>