للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعمله، وشقي أم سعيد. وقد أشار عمر رحمه الله إلى هذا التفصيل في رسالته إلى عامله حيث قال فيها: ... وكتب الشقاوة ومايقدر يكن وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ... ١. وهذا الذي أشار إليه عمر هو مضمون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري عن ابن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق- قال: "إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ثم علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع: برزقه، وأجله، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح. فوالله إن أحدكم أو الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها غير باع أو ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها. وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها غير ذراع أو ذراعين فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها"٢.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وحكى ابن التين أن عمر بن عبد العزيز لما سمع هذا الحديث أنكره وقال: كيف يصح أن يعمل العبد عمره الطاعة ثم لا يدخل الجنة انتهى. ثم قال: وتوقف شيخنا ابن الملقن في صحة ذلك عن عمر. وظهر لي أنه إن ثبت عنه حمل على أن راويه حذف منه


١ سنن أبي داود ٤/٢٠٢- ٢٠٣.
٢ البخاري مع الفتح ١١/٤٧٧، رقم (٦٥٩٤) ، ومسلم بشرح النووي ٦/١٤٥، برقم (٢٦٤٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>